ذاكرة ضبابيّة | معرض رقميّ

 

يقـدّم معـرض "ذاكرة ضبابيّة" لبشـير قنقر، مجموعة جديـدة مـن الأعمال الفنّيـّة، تشـمل لوحـات وفيديـو آرت، مسـتوحاة مـن ذكريـات تنتمـي إلـى وقـت آخـر، وممّا تركتـه هـذه الذكريـات مـن بصمـات على بشير، الّذي سافر عبر الزمن؛ عائدًا إلى ما قبل غير عقد واحد، حيث كان يعيش في أوروبّا ويتنقّل فيها.

كتبت جمانة إميل عبّود، أنّ الفنّان يريد أن يتشـبّث بوقـت يتذكّـره بشـغف، وخصوصيـّة تلك الذاكرة أو الوقـت، ليسـت ضروريّة بقـدر أهمّيّة المحرّك العاطفيّ الّذي تثيره. عندما ننظر إلى لوحاته، من الصعب أحيانًا أن نرى أين يلتقي الماء بالسماء في اللوحات، وهذه النظرة اللّامحدودة تستثير وعودًا أبديّة غير معرّفة، صوب رغبة مستقبليّة باستعادة هذه الذكريات، والحالات الشعوريّة المنبثقة عنها.

يدعونا قنقر إلى النظر إلى عمله؛ في محاولة لإعطاء هذه النظرة أثرًا يحاكي نظرتنا ذاتها، في ما لو كنّا في حضرة المشـهد الطبيعيّ، بين الزهور الربيعيّة المغلّفة بسماء زرقاء شاسعة أبديّة التوسّع.

إنّ الانعكاس الّذي يقدّمه قنقر وسـط نسـيج الألوان المتعدّدة، هـو انعكاس للموضـوع الموجـود عند حافّة البحيرة داخل ذاكـرته، يحاول من خلاله تصوير لحظة حبيسة فــي قبضة الماضي؛ لتصبح الصورة تجريدًا حميميًّا للوقــت، ورؤية ضبابيّة له.

إنّ التركيبة الطبقيّة المعقّدة لذاكـرة قنقر الضبابيّة، تكشف عـن صدق الواقـع المخبَّـأ فيهـا؛ إذ يوحي الفنّان - بنيـّة ملتزمة - بألوانه؛ ليحميهـا ويخفيها. إنّ في محاولته للتعبيـر عـن بسـاطة المناظـر الطبيعيّة وجمالهـا، محاولة للحديث عن أرض العقل، والجسد، والذاكرة، والتجربة وانتمائه لها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بشير قنقر

 

 

فنّان فلسطينيّ، وُلد عام 1980، يعيش ويعمل حاليًّا في مدينة بيت جالا. درس العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة في هايدينهايم في ألمانيا، وعاش هناك أكثر من سبع سنوات، ثمّ عاد عام 2008 إلى بيت جالا؛ حيث عمل مدرّسًا للفنون الجميلة، في "كلّيّة دار الكلمة المجتمعيّة" في بيت لحم.